الاثنين، ٢٨ يوليو ٢٠٠٨

لمــــــاذا انحنيت ؟

للجميع اعتذر عن قلة متابعتي للمدونات في الشهرين اللي مضو لان كان حالي زي حال اعلان قناة الجزيرة (عندما تحاصر ك اعمالك من الميمنه واشغالك من الميسره وفجاة تبقى في قلب الحدث ) لان الوقت لا ينتظر
وثانيا مش عارف ارد حتى على التعليقات يبدو ان عندي مشكله تقنيه في المدونة او الكومبيوتر
المهم قريت شعر للشاعر د/ جابر قميحه شعر رائع وقديم احسست انه يصفع اناس نراهم دائما هو كان يامل انهم يحسوا انا اخذت مقتطفات منه وبالمناسبة المنشد مشاري العرادي انشده

من وراء الغيب المجهول صاح طيف الأب المقبور، يتحدث


إلـــــــى ابــــنــــه الــــــــذي


أهــدر تـركـةَ أبـيــه، ونـقَــضَ وصـيـتَـه.


* * *


أَلـــمْ أُوصِـــكَ الأمْـــسَ قَـبْــلَ الـمـمَـاتِ


فَـأيْــنَ وَصَـاتِــي الَّـتِــي مَـــا وَعَـيْــتْ؟


وَفِـيـهَــا كَـتـبْــتُ: "تَــــزُولُ الـجِـبَــالُ


ولا تَـنْـحــنِــي أَبَــــــدًا" فَـانْـحَـنَـيْــتْ


وَفِـيـهَـا "سَـتَـعْـصـفُ هُــــوجُ الــرِّيَــاحِ


فَــكُــنْ قِــمَــةً صُـلْــبَــةً" فَـانْـحَـنَـيْـتْ


وَفِـيـهَــا "سَـيـمـتـدُّ لَــيـــلُ الأسَـــــى


فَــــلا تَـبْـتَـئِـسْ بــالأســى" فَانْـحَـنَـيْـتْ


وَفِـيـهَــا "يَــكُــونُ جَــفَــافٌ وَجُـــــوعٌ


فَـمُــتْ بِـالـطَّــوَى شَـامِـخًــا" فَانْـحَـنَـيْـتْ


وَفِـيـهَــا "انـتَـصِــرْ بِـالـثـبـاتِ الـعَـتِــيِّ


وَبِـالـصَّـبْـرِ فِــــي عِــــزَةٍ" فَانْـحَـنَـيْـتْ


وَقُـلْــتُ تَـجَـنَّــبْ مَــخَــازِيَ الـطّـرِيــقِ


ولـكــنْ لــخــزي "الـطـريــقِ" انـتَـهَـيْـتْ


وعَـانـقْــتَ فــيــه الأفــاعــي الـكـبــارَ


ومِــن سُـمِّـهـا – يـــا غـبــيُّ– ارتـويْــتْ


فَــأيــن وصـــــاةُ أبِــيـــكَ الَّـــــذي


إلــــى دفْء مُـهـجـتـهِ قــــدْ أَوَيْــــتْ؟


وكَـــمْ سـهــرَ الـلـيـلَ يَـحـمِـي حِــمــاكَ


وَيـبـكِــي دمــــاءً إذَا مـــــا بَـكَــيْــتْ


ويَـحـمــلُ عــنْــكَ هُــمــومَ الـحَــيــاةِ


ويَـرْعَــى الـــذي بـعــدَهُ مَـــا رَعَــيْــتْ


عَـصـيـتَ وَصَــاتِــي الــتــي صُـغْـتُـهـا


بــدمِّـــي، ولـلـمُـخـزيــاتِ مــشــيْــتْ


وكُــنْــتُ أَظُــنُّــكَ نــعـــمَ الــوريـــثُ


فـكـيـفَ تَـبـيـعُ الـــذي مَـــا اشـتـريْـتْ؟


فـبـعْـتَ جَــــوادِي الأصــيــلَ الـكـريــمَ


وأُمًّــــا، وأُخْــتًــا، وأَرْضًــــا، وبَــيْــتْ


وشــعــرِي بــعْــتَ، ونـخْـلِــي بــعْــتَ


وسـيْـفِـي، ورُمْـحِــي، وســـرْج الـكُـمَـيْـتْ


وبــعْــتَ ســريــرِي الــــذي فــوقَـــهُ


وُلــدْتَ، وكـــمْ نـمْــتَ حـتــى اسْـتَـوَيْـتْ


لــلــصٍّ بَــغِـــيٍّ، عُــتُـــلٍ، زَنِــيـــمٍ


عـلــى قـدمـيـه – خَـسـئْــتَ – ارتـمـيْــتْ


لِـتَـلْـثَــمَ نـعْـلـيــه فـــــي ذِلَّــــــةٍ


وتَـلْـعَــقَ طِيـنـهـمَـا.. مَــــا اسـتَـحَـيـتْ


فـكـيــفَ تَـبـيــعُ الــتــراثَ الـعــزيــزَ


بـكِـسْــرَةِ خــبــزٍ، ونـقـطــةِ زَيــــتْ؟!


وتـــاجٍ مـــن الـشــوكِ يُـدمــي الجـبـيـنَ


ووعـــدٍ كـــذوبٍ، و"كِــيْــتٍ، وكــيْــتْ"؟!


وعــــرشٍ حـقـيــرٍ، لـــــهُ لـمْــعــةٌ


مـــن الـبـهـرجـاتِ.. إلــيــهِ ارتـقـيْــتْ؟


ولـــمْ تـــدْرِ أنَّـــكَ حــيــن اعـتـلـيْـتْ


هَـبـطْـتَ بـمَــا أنْـــتَ فـيــهِ اعـتـلـيْـتْ


وفــي مـوكــبِ الـــذُلِّ صـــرْتَ الأمـيــرَ


ذلــيــلاً، كـسـيــحَ الـمـســارِ، مـشـيْــتْ


فـــلا تـمْـلـكُ الأمــــرَ إمَّــــا تَــشَــا


ولا الـنـهــيَ تـمـلــكُ إمَّــــا نــويْـــتْ


وتــصــدعُ بــالأمــرِ إمّــــا أُمِـــــرْتَ


ويـنـفــذُ أمْــــرُ الــعِـــدا إن نـهــيْــتْ


فـلـمَّــا ســكــرْتَ بـخـمــر الــخِـــداعِ


ومـالــتْ بـــكَ الـخـمـرُ لـمــا انتـشـيْـتْ


غــــــدوْتَ لــغــيــرِكَ أضــحــوكــةً


فلـيـسَ ســوى الخُـسْـرِ مــا قـــدْ جَـنـيْـتْ


وقـلْـنَـا "اكتـفـيْـتَ بـمــا قـــدْ جَـمـعْــتَ


مِـــن الـعَــارِ"، لكـنـمـا مـــا اكـتـفـيْـتْ


فـعــن قـــوسِ أعـدائـنـا قـــد رَمَــيْــتَ


فواحـسـرتـاهُ عــلــى مــــن رَمَــيْــتْ!!


بـسـهـمـكَ خـــــرَّ عــزيـــزٌ أَبِـــــيُّ


بـجـمــرِكَ قـلـبًــا طــهــورًا.. كَــوَيْــتْ


أتـحـمِــي حــيــاةَ الــعــدوِّ الـعــقــورِ


وأيـضًــا تُـراثِــي لـهــم قـــدْ حـمـيْـتْ؟!


أأبــكِــي عـلـيــكَ؟ أأبــكِــي إلــيـــكَ؟


أأبـكِــي علـيـنَـا لِـمَــا قــــدْ جَـنـيْــتْ؟


فــفــي غــــدِكَ المُـسـتـبـاحِ الـجـريــحِ


سـتـصـرخُ "يالـيـتـنـي مــــا انـحـنـيْـتْ"


ويــرتــدُّ سـهـمُــك فـــــي مُـقـلـتـيـكَ


ولــــن يُـنـقــذَ الـبـيــتَ آلاف "لَــيْــتْ"


فـلـيـس لـمــا قـــدْ كـســرْتَ انـجـبــارٌ


بـمـا قــد جــررْتَ، ومـــا قـــدْ غـويْــتْ


وتُـــــدْركُ – بــعـــدَ فــــــواتِ الأوانِ


بــأنــكَ لــمَّــا انْـحَـنَـيْـتَ.. انْـتَـهَـيْــتْ


ومَــا دُمْــتَ قــدْ بـعْـتَ حـتَّــى الـحُـطـامَ


ولـــم تُـبْــقِ أُمًّـــا، وأرضًـــا وبــيْــتْ


فــإنِّــي أخــشــي غـــــدًا أنْ تـبــيــعَ


عِـظَـامِـي، وقـبــرًا بِـــهِ قـــدْ ثــويْــتْ